بسم الله الرحمن الرحيم
والحمدلله على نعمه التي لا تعد ولا تحصى
طالت الغيبة أدري.... بس الأمور كانت شوي مستعصية
الحمدلله أنا ونفسي وصلنا إلى هدنة ووضعنا خطط وحلول سنحاول أن نسير عليها بخطى ثابتة بعون الله سبحانه وتعالى
وبما إن أغلب مشاكل الإنسان مع نفسه خاصة جدا, سأتكلم عنها بشكل عام وأحاول أن أسجل هنا عهدا علي
وعلى نفسي بأن لا نخرق شروط الهدنة .
طبعا لم يكن هذا الأمر الوحيد الذي كان يؤرق نفسي ... ولكنه الأمر الذي أستطيع مشاركتكم فيه .. هذا جانب واحد فقط من النقاشات ..
مواجهة من عدة مواجهات...
المسألة بدأت في ليلة من ليالي شهر رمضان الفضيل أو بالأصح تفاقمت لأنها كانت قد بدأت منذ سنين ...وكما قلت لكم تم تجاهلها من قبلي ..... فقد كنت اواجه الناس والحياة بقوة وابتسامة إعتقادا مني بأني قد تخلصت من المشكلة بدفنها للأبد.
كنت أقوم بدفن كل مشاعري السلبية وصدماتي في كنايا هذه النفس المسكينة إلى أن حملتها ما لا تحتمل وانفجرت بالصراخ بأعلى صوت بداخل رأسي : يكفي تجاهل..يكفي إهمال.. يكفي يكفي يكفي.. " طلعت نفسي عصبية وتزف "
كان الصراخ عاليا لدرجة أن أصابني صداع " صج"
المهم كنت في لحظتها كعادتي "الله لا يغير علي" أطلب المغفرة لكل من أساء إلي أو خطأ في حقي أو إغتابني ... إلخ إلخ
فسمعت صوتا يقول "طيعا الصوت يعود إلى نفسي المسكينة " : هل عفوتي عنهم بحق لتطلبي من الله أن يغفر لهم .... إذا أجبتي بنعم
إذا فلماذا أحمل أنا هذا الألم والأسى والغضب والحزن..... أجيبيني
تجاهلتها
علا صوتها
عدت وتجاهلتها
فصرخت وظلت تصرخ وتطالنبي بالمواجهة : واجهيني .. كلميني .. أريحني من حملك الثقيل الذي أحمله مرغمة...
ما الذي يمنعك ؟؟
ظللت في مكاني صامتة أعجز حتى عن التفكير ولأول مرة أفهم وبقوة ما معني الصمت المدوي
صمتا له صوت يطغي على أي صوت آخر ... صمت مخيف ............................
ظللت جالسة إلى أن نزلت من عيني دمعة واحدة .. وحيدة... ولكنها كانت كفيلة بإزالة الغشاوة عن عيني كانت كفيلة بأن تفتح بابا بيني وبين نفسي كنت قد أغلقته منذ زمن بعيد عنادا واستكبارا على هذه النفس التي ظلمت لإعتقادي بأنها هي سبب مشاكلي ..
بينما أنا وأنا فقط السبب والمصدر لها......
كنت أتصرف وكأني سامحت المخطئين في حقي... وهذا أسلوب جديد لأني كنت سابقا أسامحهم حقا.. وأصفح." وأسمع كلام نفسي "بأن الحياة قصيرة ولا يجب أن نعيشها محملين بأثقال الغضب من الغير بالإضافة إلى همومها الأخرى...
ولكن منذ أن بدأت أكره نفسي وطيبتها وأحساسي بأنها ضعيفة ..صرت أتجاهل المشاكل وأدفن المشاعر وأتصرف وكأن شيئا لم يكن .. بينما في الواقع كنت أغلي بالداخل من الغضب ... وكنت أدفن غضبي واستيائي وبقية مشاعري مع ما سبق دفنه.
فقد كثرت الأخطاء .. لأن الناس تعتقد إن أنت سامحتهم مرة فهذا إذن بتكرار الخطأ "لأنك طيب وراح تنسى وتسامح"
ويعتقدون لمجرد أنك تحبهم وتودهم .. بإمكانهم عمل ما يشاؤون استغلالا لهذا الحب والقرابة والود
ولم يعد أحد يعتذر لأنه بنظرهم إهانة وضعف وإنكسار
أو إيمانا منهم بأنهم فعلا منزهين ولا يخطئون
حبست نفسي وقيدتها وعزلتها عني ... إلى أن أصبحت أَسيرُ بلا هوية ولا شعور
واصبحت اتجاهل معظم الناس والتزم بالحدود الأدني لصلة الرحم والقيام بالواجب ... إلى أن اعتزلت العالم واصبحت اسيرة عالمي الخاص الذي شيدت حوله أسوار عالية لا يستطيع دخولها أي شخص.
من كان يراني ويعاشرني لم يحس ولو بأدنى تغيير.. فقد أجدت الإستمرار بالتصرف كعادتي بإجتماعية ومرح وذوق وأدب مع الكل
ولكن لم تنبع أي من تصرفاتي من القلب .
بل كانت تصرفات سطحية وممارسات شكلية .. لم تختلف عن حقيقتي وشخصيتي السابقة الصادقة بالشكل ولكن تختلف إختلافا كبيرا في المضمون
وحين يكون الإنسان مختلفا مع نفسه وطبيعته الحقة ويحاول أن يسير عكس ما رسمه لنفسه سابقا .. وضد ما تهواه نفسه وتربيته الأصيلة
وعكس تركيبته التي مّن الله بها عليه.... يعيش حالة من التيهان وفقدان الهوية ...
ويصبح صامتا "عاد فسروا الصمت بطريقتكم لأن كل تفسير سيكون صحيح"
وقد سرت عكس السير وعكس التركيبة ولفترة طويلة .... "لا تعتقدوا إني أخطأت في حق أحد أو عملت بعكس تربيتي لا أبداًولكن تقوقعت تصف حالتي نوعا ما"
وبما أنني عاندت نفسي أصبح لزاما على نفسي أن تعاندني وتناقشني وتطالبني بالتوقف والتفكير لتعيدني إلى رشدي
وحسناً فعلت .... فبعد النقاش والحوار اكتشفت بأني ظلمتها وبالتالي أنا الخسرانة
وإنني بطيبتي وشخصيتي التي كنت أحبها كثيرا .. كنت أعيش حياتي برضا وسعادة
ووعدتها بأن أعود لما كنت عليه .. بطيبة وتسامح وتواصل فعلي
فكيف لي أن أطلب من الله ان يغفر لي وأنا لم أستطع أن أغفر للناس أو الأهم أغفر لنفسي .....
كان هذا مبدأي سابقا ... وعاد مجددا ليكون مبدأي إلى الأبد
أعلم أن الكلام فيه غموض وإبهام ... ولكن كما قلت لكم الموضوع كان شائكا ومتداخلا بحيث أن أكثر الخلافات وأشدها لم أستطع التطرق لها بدون الحديث عن أمور خاصة جدا جدا جدا ...
وقبل أن أنهي البوست.. بودي أن أقول كلمة "يعني اللي فوق مو أنا قايلته"
إن أنا مثل ما انا ما تغيرت ولن أتغير مهما يحصل.. وإن ما حصل كان تيهان مؤقت وإنحراف غير مقصود عن النهج الذي رسمته لنفسي لقد بنيت نفسي بنفسي وتعبت عليها وعلى تثقيفها وترويضها
وأقل ما يمكن أن أعمله لها أن أرأف بحالها وأحن عليها وأراعيها وأصونها .
وأن نفسي ستعود لتكون الصوت الناطق لضميري
........
في الأيام السابقة مر علي يومين شديدين وكئيبين ولكن الله سبحانه وتعالى أرسل إلي أناس أحمل لهم كل احترام ومودة وتقدير
وأثبتوا لي أن الدنيا بخير
وفي ناس طيبتهم وأخلاقهم تصل إليك حتى عبر أثير الإنترنت
وأن المودة والصداقة والإحترام والتقدير أساس أي علاقة أينما كانت وكيفما بدأت
وأن تطوير واستمرار هذه العلاقات يتأصر بالمواقف... لا "بالعيش والملح" فقط
إلى زوجي العزيز الحبيب بو دم عسل يانج:
لا أتخيل حياتي من دونك ..ومن دون نصائحك التي توجهني وتوقظ ضميري ... وتشجعيك لي ووقوفك معي مهما كان اختياري
"باجي الكلام أقوله لك بنفسي"
الله يحفظك لنا ويخليك ويغفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر
ويرضى عنك ويرضيك ويعينك ويفتح أبواب الخير كلها بويهك
والله لا يغير علينا يا رب
"وخمسة وخميسة بعين العدو وإللي ما يصلي على النبي"
شكر وكلمات خاصة
........
إلى منال:
جذبتني إليك طيبتك وأخلاقك وخفة دمك التي نستشفها وبكل بساطة من بوستاتك وتعليقاتك
أشكرك ومن كل قلبي على مكالمتك ... التي أتت في وقت كنت في أمس الحاجة إلى تنبيه وتذكير بأهمية الطيبة وأن على الإنسان أن يمد
يده لغيره ويحاول ولو بكلمة حلوة والتفاتة بسيطة أن يدخل السعادة إلى قلبه
تشرفنا والله يدوم المعرفة
شكرا يا منال من كل قلبي والله لا يحرمنا من هالتواصل
والله يفيض عليك من خيره ويحفظك في نفسك وأهلك :))
إلى مناير:
ثقتك بنفسك وقوة شخصيتك وأدبك الجم تخرج إلينا حية من كلماتك ... أشكرك على ثقتك فيني وأشكرك على الدخول في عالمي الخاص
فقد أعدت إلي أمور كانت مدفونة وكنت ضائعة دونها وتشرفت كثيرا بمعرفتك ... لقد أعدت إكتشاف نفسي من خلالك وخلال غيرك
حفظك الله ورعاك وأدام المعرفة
تسلمين يا مناير ومشكورة على كلامك الرائع وإن شاءالله أكون أحسن مما تظنين :)
ولو سمحت أكملي سلسلة بو سالم فاميلي فقد إشتقت لهذه العائلة الغريبة :))
إلى زوز:
يا زوز يا زوز... عليك خفة دم وعفوية ماشاءالله تدخل القلب كالصاروخ... أشكرك على كل بسمة رسمتيها على وجهي
وعلى تواصلك "البطيء أحيانا" ولكن مشكووور دائما وأشكرك على سؤالك عنا واهتمامك وتسلمين تسلمين تسلمين على كلامك الطيب
والله لا يحرمنا يا زوز من هالمعرفة
شكرا من القلب :))
إلى غربة وطن:
خفة دم وطيبة وروح منطلقة وأخلاق عالية .... مرحب بك دوما لدينا ... أشكرك على كلماتك التي تدخل القلب وعلى اهتمامك وسؤالك
الله يحفظك ويوفقك في دراستك ويزيد في علمك ويردك سالمة غانمة من قلب الحدث إلى قلب الوطن :))
إلى لندني:
أخجلتنا بعرضك المساعدة وتحسين البلوق لا لسبب إلا لطيبتك ورغبة بالمساعدة وعمل شيء ترغب به وتحبه
لقد جاءت هديتك في وقتها وأعدت لي الثقة بالناس .. وأن الإنسان خيرا يعمل خيرا يلقى .. وأن يعمل بما يرضيه ضميره وترضاه نفسه
بارك الله فيك ولك
وشكرا على فونت البانر الجديد الذي يدشن بدايتي الجديدة بالعودة إلى نفسي القديمة :))
إلى سفيد:
الله يكملك بعقلك ويزيد ويبارك لك في عمرك وعلمك يا رب
وشكرا شكرا على إثراء مواضيعنا وإفادتنا
وإنك لم تنسانا من الدعاء عند الزيارة :))
إلى صلاح :
اول من رحب بنا وارانا كرم وضيافة المدونين الله لا يحرمنا من التواصل ومشكووووور على خلقك العالي :))
إلى أبو لطيف :
الغائب حاليا وإن شاءالله يكون المانع خيراً.... أشكر لك متابعتك الدائمة ودعواتك الطيبة ...
فقد كان لك دورا في إستعادتي الثقة في هذا المجتمع ولأسباب احتفظ بها حاليا لنفسي :)
وإلى إستكانة ودبي وبنت سيف وأوروس وتراب الكويت وسيكرت ومحسد وحلم والريس "عطني ولعة" وحمد :
أشكركم وبحرارة على ترحيبكم الدائم وكلماتكم المشرفة ودعواتكم الطيبة
وإن شاءالله أكون دوما عند حسن ظنكم بي :))
و إلى كل من سأل وترك تعليقا بكلمة حلوة أو دعوة من الله لنا بالتوفيق أشكركم
فكل كلمة سطرتموها تركت أثرا طيبا في قلبي وكان لها دورا في صراعي مع نفسي
بارك الله فيكم ولكم..
"مو عاجبني أسلوب البوست.. ولكن لا زلت أعاني من الإرهاق الفكري والعقلي.. فاعذروني"
وأقول وبصدق نية إن شاءالله :
"اللهم إغفر لكل من أخطأ في حقي أو أساء إلي أو اغتابني أو تحامل علي ولكل من أسأت أو أخطأت إليه أو اغتبته أو تحاملت عليه .. غائبا كان أو حاضرا .. حيا كان أو ميتا "
ودمتم بحفظ الله ورعايته ولا تنسونا من الدعاء